وقد أجاد ابن القيم رحمه الله في شرح ذلك، وبين أن «هذه الدرجة تتضمن تعظيم الحاكم سبحانه، صاحب الخلق والأمر، والتي قبلها تتضمن تعظيم قضائه لا مقضيه، والأولى تتضمن تعظيم أمره ... » [1] .
ومن الأدلة أيضًا على كون الدعاء عبادة لا يجوز صرفها لغيره قوله تعالى: {وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا} [الجن: 18] ، وقوله تعالى: {فَادْعُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ} [غافر: 14] ، ويقول الشيخ السعدي -رحمه الله: «فوضع كلمة الدين» موضع كلمة «الدعاء» وهو في القرآن كثيرًا جدًّا، يدل على أن الدعاء هو لبّ الدين وروح العبادة، ومعنى الآية هنا: اخلصوا له إذا طلبتم حوائجكم وأخلصوا له أعمال البر والطاعة» [2] ، ومن السنة قوله - صلى الله عليه وسلم: «إن الدعاء هو العبادة» [3] ، وقوله - صلى الله عليه وسلم: «من مات وهو يدعو لله نداً دخل النار» [4] .
(1) انظر: مدارج السالكين (2/ 463 - 470) .
(2) القواعد الحسان (ص:155) .
(3) أخرجه أحمد (4/ 276) وأبو داود ح (2479) والترمذي ح (3372) وصححه النووي في الأذكار (ص:333) وقال ابن حجر في الفتح إسناده جيد (1/ 49) .
(4) أخرجه البخاري كتاب التفسير باب قوله تعالى: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللهِ أَنْدَادًا} رقم (4497) ، وفي كتاب الجنائز باب من كان آخر كلامه لا إله إلا الله رقم (1238) .