فهرس الكتاب
الصفحة 88 من 207

وقال تعالى:{وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ}[الأنبياء: 25].

الشرح

قال تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ} ، لا إله إلا الله قد دلت بمنطوقها وموضوعها على نفي استحقاق الإلهية عن غيره تعالى، والبراءة من كل معبود سواه قولًا وفعلًا، وإثبات استحقاق الإلهية على وجه الكمال لله تعالى، فالأول وهو النفي يستفاد من (لا) واسمها وخبرها المقدر، والإثبات يستفاد من الاستثناء لأن الإثبات بعد النفي المتقدم أبلغ من الإثبات بدونه، وهذه طريقة القرآن يقرن بين النفي والإثبات غالبًا.

قال ابن القيم -رحمه الله-: وطريقة القرآن في مثل هذا أن يقرن النفي بالإثبات، فينفي عبادة ما سوى الله، ويثبت عبادته هذا هو حقيقة التوحيد، فالنفي المحض ليس بتوحيد، وكذلك الإثبات بدون نفي، فلا يكون الوحيد إلا مضمنا للنفي والإثبات وهذا حقيقة لا إله إلا الله [1] وهذه الكلمات كما قال الإمام محمد-رحمه

(1) انظر: الدرر السنية (2/ 157 - 158) .

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام