الشرح
الاستعاذة: هي الالتجاء إلى الله والالتصاق بجنابه من شر كل ذي شر، والعياذ يكون لدفع الشر واللياذ لطلب الخير [1] .
وهي من العبادات التي أمر الله تعالى عباده بها، كما قال تعالى: {وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ} [فصلت: 36] ، وأمثال ذلك في القرآن كثير، كقوله: {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ} ، {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ} فما كان عبادة لله فصرفه لغير الله شرك.
فمن صرف شيئًا من هذه العبادات بغير الله فقد جعله لله شريكا في عبادته، ونازع الرب في إلهيته، كما أن من صلى لغيره يكون عابدا لغير الله ولا فرق [2] .
ومن الاستعاذة بالله الاستعاذة بصفة من صفاته ككلامه وعظمته وعزته ونحو ذلك ودليل ذلك قوله - صلى الله عليه وسلم: «أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق» [3] ، وقوله -في دعاء الألم - «أعوذ بعزة الله وقدرته من شر ما أجد وأحاذر» [4] .
(1) انظر: تفسير ابن كثير (1/ 33) .
(2) فتح المجيد (ص:187) .
(3) رواه مسلم. كتاب الذكر والدعاء رقم (2708) .
(4) رواه مسلم. كتاب السلام. رقم (2202) .