العدوى التي نفاها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فيقع في الحرج، فأمر - صلى الله عليه وسلم - بتجنب ذلك شفقه منه على أمته ورحمة بهم وحسمًا للمادة وسدًا للذريعة لا إثباتًا للعدوى.
الوجه الثاني: أن نهيه - صلى الله عليه وسلم - عن المخالطة؛ لأنها من الأسباب التي أجرى الله تعالى العادة بأنها تفضي إلى مسبباتها لا استقلالًا بطبعها ولكن الله تعالى هو الذي خلق الأسباب ومسبباتها فإن شاء تعالى أبقى السبب وأثر في مسببه بقضاء الله تعالى وقدره وإن شاء سلب الأسباب قواها فلا تؤثر شيئًا ...
الوجه الثالث: أن النفوس تستقذر ذلك وتنقبض عند رؤيته وتشمئز من مخالطته وتكرهه جدًا لاسيما مع ملامسته وشم رائحته فيحصل بذلك تأثير بإذن الله في سقمها قضاء من الله وقدرًا لا بانتقال الداء بطبيعته كما يعتقده أهل الجاهلية ... » [1] .
التبرك بالأحجار والأشجار يكون بالعكوف عندها وتعظيمها وهو من الشرك، يقول الشيخ عبد الرحمن بن حسن - رحمه الله: - «إن ما يفعله من يعتقد في الأشجار والقبور والأحجار من التبرك بها والعكوف عندها والذبح لها هو من الشرك» [2] .
والاعتكاف هو: الإقامة على الشيء بالمكان ولزومها، ومنه قوله تعالى: مَا
(1) معارج القبول (2/ 327 - 328) .
(2) فتح المجيد (ص: 161) .