فهرس الكتاب
الصفحة 153 من 207

«وأما الفأل الذي كان يحبه النبي - صلى الله عليه وسلم - فيه نوع بشارة فيُسّر به العبد ولا يعتمد عليه بخلاف ما يُمضيه أو يردّه؛ فإن للقلب عليه نوع اعتماد» [1] .

ومن الأمور التي كان يعتقد فيها أهل الجاهلية وهي من التشاؤم بالطير وبعض الأشهر والأشخاص من ذي العاهة وكانوا يعتقدون أن المرض ينتقل بطبعه، وهذا كله من أنواع الشرك، وقد جاء الإسلام بنفيه والنهي عنه، كقوله - صلى الله عليه وسلم: «لا عدوى ولا طيرة ولا هامة ولا صفر وفرَّ من المجذوم كما تفر من الأسد» [2] .

«قال الفراء: الهامة من طيور الليل كأنه يعني البومة قال ابن الأعرابي: كانوا يتشاءمون بها إذا وقعت على بيت أحدهم، يقول: نعت إليَّ نفسي أو أحدًا من أهل داري فجاء الحديث بنفي ذلك وإبطاله» [3] . «ولا صفر» قيل: إنها حية تكون في البطن تصيب الماشية والناس وهي أعدى من الجرب فيكون المراد بنفيه ما كانوا يعتقدونه من العدوى وقيل: المراد به شهر صفر، والنفي لما كان أهل الجاهلية يفعلونه في النسيء، وكانوا يُحُّلون المحرم ويُحرِّمون صفر مكانه ويقولون: إنه شهر مشؤوم [4] .

وللجمع بين هذه الأحاديث وأحاديث أمره - صلى الله عليه وسلم - بالفرار من المجذوم ونهيه

عن إيراد الممرض على المصح من ثلاثة أوجه كلها نفي العدوى فيها على إطلاقه؛ «الوجه الأول: أنه - صلى الله عليه وسلم - أمر بالفرار من المجذوم لئلا يتفق للمخالط شيء من ذلك ابتداء لا بالعدوى المنفيه فيظن أنه بسبب المخالطة فيعتقد ثبوت

(1) فتح المجيد (ص: 359) .

(2) صحيح البخاري، كتاب الطب، باب الجذام، رقم (5707) .

(3) فتح المجيد (ص: 351 - 352) .

(4) انظر: فتح المجيد (ص / 351 - 352) .

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام