فهرس الكتاب
الصفحة 165 من 207

النوع الأول: كفر التكذيب، والدليل قوله تعالى:{وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ كَذَّبَ بِالْحَقِّ لَمَّا جَاءَهُ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِلْكَافِرِينَ}[العنكبوت: 68].

الشرح

التكذيب منافي لقول القلب - التصديق - ولكن قد يكون التكذيب باللسان فقط مع العلم بالحق في الباطن، وهذا هو الجحود وهو «ما كان بكتمان الحق وعدم الانقياد له ظاهرًا مع العلم به ومعرفته باطنًا، ككفر فرعون وقومه بموسى، وكفر اليهود بمحمد - صلى الله عليه وسلم - قال تعالى في كفر فرعون وقومه: {وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنْفُسُهُمْ ظُلْمًا وَعُلُوًّا} [النمل: 14] ، وقال تعالى في اليهود: {فَلَمَّا جَاءَهُمْ مَا عَرَفُوا كَفَرُوا بِهِ} [البقرة: 89] » [1] ، وقال لرسوله: {فَإِنَّهُمْ لَا يُكَذِّبُونَكَ وَلَكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآَيَاتِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ} [الأنعام: 33] ، ومن علم الحق بقلبه ورده فإن كفره يكون عن عناد واستكبار وإباء، وسيأتي بيان هذا النوع من الكفر.

أما التكذيب في الظاهر والباطن فقليل «فإن الله تعالى أيد رسله وأعطاهم من البراهين والآيات على صدقهم ما أقام به الحجة وأزال به المعذرة» [2] .

فسواء كان التكذيب بالقلب أو باللسان قال تعالى: {فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ كَذَّبَ بِآَيَاتِ اللَّهِ وَصَدَفَ عَنْهَا سَنَجْزِي الَّذِينَ يَصْدِفُونَ عَنْ آَيَاتِنَا سُوءَ الْعَذَابِ بِمَا كَانُوا يَصْدِفُونَ} [الأنعام: 157] .

(1) أعلام السنة المنشورة (ص: 148) .

(2) مدارج السالكين (1/ 346) .

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام