فهرس الكتاب
الصفحة 61 من 207

والتوكل ...

الشرح

فسر الإمام أحمد التوكل بأنه قطع الاسشراف بالناس من المخلوقين. قيل له: فما الحجة فيه؟ قال: قول إبراهيم - عليه السلام - لما ألقي في النار. فعرض له جبريل - عليه السلام -، فقال: ألك حاجة؟ قال: أما إليك فلا.

فلا يشرع ترك الأسباب الظاهرة إلا لمن تعوض عنها بالسبب الباطن، وهو تحقيق التوكل عليه، فإنه أقوى الأسباب الظاهرة لآهله وأنفع منها.

فالتوكل علم وعمل، فالعلم معرفة القلب بتوحيد الله بالنفع والضر، وعامة المؤمنين تعلم ذلك.

والعمل هو ثقة القلب بالله تعالى وفراغه من كل ما سواه، وهذا عزيز ويختص به خواص المؤمنين [1] .

فالتوكل من أفضل العبادات وأجلها، ومن أعلى مقامات التوحيد وأنبلها ومن أوصاف عباد الله المؤمنين وأولياءه المتقين، وقد أمر به تعالى في مواضع عدة في كتابه المجيد وأثنى على المتوكلين عليه وحده دون سواه فقال - عز وجل: {وَلِلَّهِ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ الْأَمْرُ كُلُّهُ فَاعْبُدْهُ وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ} [هود: 123] ، وقال: وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لَا يَمُوتُ وَسَبِّحْ

(1) انظر: لطائف المعارف. للجيلاني (ص:142) .

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام