فهرس الكتاب
الصفحة 58 من 207

والرجاء والخوف ...

الشرح

الرجاء: ظن يقتضي حصول ما فيه مسرة [1] .

والرجاء فيما لا يقدر عليه إلا الله كمن يدعو الأموات أو غيرهم راجيًا حصول مطلوبه من جهتهم فهذا شرك أكبر. قال الله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُولَئِكَ يَرْجُونَ رَحْمَةَ اللَّهِ} [البقرة: 218] .

وقال علي - رضي الله عنه: «لا يَرْجُوَّنّ عبدٌ إلا ربه» [2] .

قال تعالى: {أَمْ مَنْ هُوَ قَانِتٌ آَنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الْآَخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ} [الزمر: 9] .

وقد عرّفه ابن القيم- رحمه الله- في المدارج [3] بأنه: حادٍ يحدو القلوب إلى بلاد المحبوب، وهو الله والدار الآخرة، ويطيِّب لها السير.

وقيل: هو الاستبشار بجود وفضل الرب تبارك وتعالى، والارتياح لمطالعة كرمه سبحانه.

وقيل: هو الثقة بجود الرب تعالى.

والفرق بينه وبين (التمني) أن التمني يكون مع الكسل، ولا يسلك بصاحبه طريق الجد والاجتهاد؛ و (الرجاء) يكون مع بذل الجهد وحسن التوكل.

(1) المفردات (ص: 346) .

(2) تيسير العزيز الحميد (ص: 41) .

(3) مدارج السالكين (2/ 36 - 37) .

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام