فهرس الكتاب
الصفحة 57 من 207

وذكر الإمام محمد بن عبد الوهاب النحر من ضمن العبادات الظاهرة التي لا تُنكر فقال- رحمه الله-: «والعبادة أنواع كثيرة لكني أمثلها بأنواع ظاهرة لا تنكر، من ذلك السجود ... ومن ذلك الذبح، فلا يجوز لأحد أن يذبح إلا لله وحده كما قرن الله بينهما في القرآن في قوله تعالى: {قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ} [الأنعام: 162 - 163] ، والنسك هو الذبح قال تعالى: {فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ} [الكوثر: 2] . واعلم أن من ذبح لغير الله من جني أو قبر فكما لو سجد له، وقد لعنه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في الحديث الصحيح قال: «لعن الله من ذبح لغير الله» [1] .

قال ابن كثير في قوله تعالى: {قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي ... } : «يأمره تعالى أن يخبر المشركين الذين يعبدون غير الله ويذبحون لغير اسمه بأنه أخلص لله صلاته وذبيحته، لأن المشركين يعبدون الأصنام، ويذبحون لها فأمره الله تعالى بمخالفتهم والانحراف عما هم فيه، والإقبال بالقصد والنية والعزم على الإخلاص لله تعالى» [2] .

(1) الدرر السنية (2/ 54) .

(2) تفسير ابن كثير (3/ 377) .

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام