فهرس الكتاب
الصفحة 152 من 207

أن الطيرة فيها سوء ظن بالله وتوقع للبلاء، والتفاؤل كما فسره النبي - صلى الله عليه وسلم: «الكلمة الطيبة» [1] ، وإنما يعجبه - صلى الله عليه وسلم -؛ لأن الناس إذا أمَّلوا فائدة الله ورجوا عائدته عند كل سبب ضعيف أو قوي فهم على خير، وإذا قطعوا أملهم ورجاءهم من الله تعالى كان ذلك من الشر «قال الحليمي: وإنما كان يعجبه الفأل، لأن التشاؤم سوء ظن به لله تعالى بغير سبب محقق، والتفاؤل حسن ظن به، والمؤمن مأمور بحسن الظن بالله على كل حال» [2] .

ولابد للفأل من شرط وهو «أن لا يعتمد عليه وأن لا يكون مقصودًا بل أن يتفق للإنسان ذلك من غير أن يكون له على بال ... وأما إذا قصده المتفائل فهو طيرة كالاستقسام بالأزلام وقد روى الإمام أحمد في تعريف الطيرة حديث الفضل بن عباس رضي عنهما: «إنما الطيرة ما أمضاك أو ردك» [3] ، وروى في كفارتها حديث عبد الله بن عمرو بن العاص «من ردته الطيرة عن حاجته فقد أشرك» ، قالوا: فما كفارة ذلك؟ قال: «أن تقول اللهم لا خير إلا خيرك، ولا طير إلا طيرك،

ولا إله غيرك» [4] .

يقول الشيخ عبد الرحمن بن حسن - رحمه الله: -

(1) أخرجه البخاري في الصحيح، كتاب الطب، باب لا عدوى، رقم (5776) .

(2) فتح المجيد (ص: 353 - 354) .

(3) أخرجه أحمد في مسنده (1/ 213) .

(4) أخرجه أحمد في مسنده (2/ 220) ، انظر معارج القبول (2/ 334 - 335) .

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام