الشرح
تجريد الإخلاص لله تعالى وتجريد المتابعة للرسول - صلى الله عليه وسلم - هذان الأصلان هما تحقيق شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله، فالأول: أن لا تجعل مع الله إلهًا آخر ومن سوى بين المخلوقين والخالق في شيء من أنواع العبادة فقد عدل بالله، وجعل مع الله إلهًا آخر، وإن كان مع ذلك يعتقد بأن هو الخالق الرازق المنفرد بالملك والتدبير.
والثاني: أن نعبده بما شرع على ألسنة رسله وذلك تحقيق قوله تعالى: {فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا} [الكهف: 110] .
يقول شيخ الإسلام -رحمه الله: «ودين الإسلام مبني على أصلين: أن نعبد الله وحده لا شريك له، وأن نعبده بما شرعه من الدين وهو ما أمرت به الرسل أمر إيجاب أو أمر استحباب، فيعبد في كل زمان بما أمر به في ذلك الزمان فلما كانت شريعة التوراة محكمة كان العاملون بها مسلمين، وكذلك شريعة الإنجيل وكذلك في أول الإسلام لما كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يصلي إلى بيت المقدس كانت صلاته إليه من الإسلام ولما أمر بالتوجه إلى الكعبة كانت الصلاة إليها من الإسلام والعدول عنها إلى الصخرة خروجاً عن دين الإسلام، فكل من لم يعبد الله بعد مبعث محمد - صلى الله عليه وسلم - بما شرعه الله من واجب ومستحب فليس بمسلم» [1] .
فتبين بذلك أن هذين الأصليين هما: تحقيق شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدًا
(1) الفتاوى (1/ 189) .