فإذا اجتمعن هذه المراتب الأربع، كان الذل لله والخضوع له أكمل وأتم؛ إذ يذل له خوفا وخشية ومحبة وإنابة وطاعة وفقراً وفاقة ... » [1] .
والتعظيم تابع للمعرفة، فعلى قدر المعرفة يكون تعظيم الرب تعالى في القلب، وأعرف الناس به: أشدهم له تعظيماً وإجلالاً. وقد ذم الله من لم يعظمه حق عظمته، ولا عرفه حق معرفته، ولا وصفه حق وصفه. قال تعالى: {مَا لَكُمْ لَا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَارًا} [نوح: 13] . قال ابن عباس ومجاهد: لا ترجون لله عظمة، وقال سعيد بن جبير: ما لكم لا تعظمون الله حق عظمته؟ وقال الكلبي: لا تخافون لله عظمته. قال البغوي: «والرجاء» بمعنى المخُوف، «والوقار» اسم من التوقير وهو التعظيم. وقال الحسن: لا تعرفون لله حقا، ولا تشكرون لله نعمة. وقال ابن كيسان: لا ترجون في عبادة الله أن يثيبكم على توقيركم إياه خيراً.
وروح العبادة: هو الإجلال والمحبة، فإذا تخلى أحدهما عن الآخر فسدت، فإذا اقترن بهذين الثناء على المحبوب المعظم فذلك حقيقة الحمد لله رب العالمين، والله سبحانه أعلم.
والتعظيم على ثلاث درجات: ذكرها صاحب (المنازل) -رحمه الله تعالى - فقال: «الأولى: تعظيم الأمر والنهي ... الدرجة الثانية: تعظيم الحكم ... الدرجة الثالثة: تعظيم الحق سبحانه ... » ؟