فهرس الكتاب
الصفحة 157 من 207

النوع الثالث: شرك خفي، والدليل عليه قوله - صلى الله عليه وسلم: «الشرك في هذه الأمة أخفى من دبيب النملة السوداء على صفاة سوداء في ظلمة الليل» وكفارته قوله - صلى الله عليه وسلم - «اللهم إني أعوذ بك أن أشرك بك شيئًا وأنا أعلم، وأستغفر من الذنب الذي لا أعلم» .

الشرح

هنا قسم الإمام الشرك إلى ثلاثة أقسام: أكبر، وأصغر، وخفي، وفي بعض رسائله يذكر أنه قسمين: أكبر وأصغر، ولا منافاة في ذلك فإن الشرك الخفي في مقابل الجلي، فهو متعلق بالنية والإدارة ومحلها القلب، وهذا مما يخفى على الناس ولا يعلمه إلا الله سبحانه وتعالى فهو كيسير الرياء، كما جاء في الحديث: «أخوف ما أخاف عليكم الشرك الأصغر» فسئل عنه فقال: «الرياء» [1] .

يقول الشيخ الفوزان - حفظه الله - « .... الشرك الظاهر الذي يتمثل في الأعمال والأقوال بأن يدعو غير الله، أو يذبح لغير الله، أو يستغيث بغير الله، هذا ظاهر يراه الناس ويسمعونه، لكن هناك شرك خفي لا يدري عنه الناس؛ لأنه في القلب، لا يعلمه إلا الله سبحانه، وهو الشرك في النية والإرادة، فالإنسان إذا

(1) رواه أحمد المسند (5/ 428 - 429) .

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام