فهرس الكتاب
الصفحة 156 من 207

وقد شبه الرسول - صلى الله عليه وسلم - قول الصحابة عندما خرجوا معه إلى حنين وقد كانوا حدثاء عهد بكفر، وللمشركين سدرة يعكفون عندها وينوطون بها أسلحتهم تبركًا بها، يقال لها ذات أنواط، فمروا على سدرة فقالوا: يا رسول الله اجعل لنا ذات أنواط كما لهم ذات أنواط. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم: «الله أكبر! إنها السنن قلتم - والذي نفسي بيده - كما قالت بنو إسرائيل لموسى: {اجْعَلْ لَنَا إِلَهًا كَمَا لَهُمْ آَلِهَةٌ قَالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ} [الأعراف: 138] ، لتركبنَّ سنن من كان قبلكم» [1] ، فشبه مقولة أولئك بمقولة هؤلاء.

يقول الشيخ عبد الرحمن بن حسن - رحمه الله: -

«أخبر أن التبرك بالأشجار يجعلها آلهة وإن لم يسموها آلهة ولذلك شبه قولهم هذا بقول بني إسرائيل لموسى: {اجْعَلْ لَنَا إِلَهًا كَمَا لَهُمْ آَلِهَةٌ} فظهر بهذا الحديث أن التعلق على الأشجار والأحجار وغيرها لطلب البركة بها شرك في العبادة كشرك عبّاد الأصنام» [2] .

(1) أخرجه الترمذي في الجامع رقم (2181) ، وقال: هذا حديث حسن صحيح، وأحمد في المسند (5/ 218) .

(2) قرة عيون الموحدين (ص: 66) .

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام