فهرس الكتاب
الصفحة 72 من 737

الفيروزآبادي بعد هذا صحة أن يكون معنى قوله تعالى: {سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدًّا} [مريم: 96] ، معنى لقوله تعالى: {فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ} [المائدة: 54] [1] .

وفي بصيرة (الإسلام) ذكر الفيروزآبادي فيها ثلاثة وجوه وردت في القرآن الكريم:

الأول: بمعنى الإخلاص: {إِذْ قَالَ لَهُ رَبُّهُ أَسْلِمْ} [البقرة: 131] ، أي: أخلص.

الثاني: بمعنى الاقرار {وَلَهُ أَسْلَمَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} [آل عمران: 83] أي: أقر له بالعبودية.

الثالث: بمعنى الدين: {إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ} [آل عمران: 19] ، وقال تعالى: ... {وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا} [المائدة: 3] .

ثم قال الفيروزآبادي: قال أبو القاسم الأصفهاني: الإسلام في الشرع على ضربين: أحدهما دون الإيمان وهو: الاعتراف باللسان وبه يحقن الدم، حصل معه الاعتقاد أو لم يحصل، وإياه قصد بقوله: {قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا} [الحجرات: 14] ، والثاني فوق الإيمان وهو أن يكون مع الاعتراف اعتقاد بالقلب، ووفاء بالفعل، وقوله تعالى: ... {تَوَفَّنِي مُسْلِمًا} [يوسف: 101] أي: اجعلني ممن

(1) ينظر: البصائر 5/ 184 - 185، بصيرة في وِد.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام