{خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ} [آل عمران: 59] ، وفي موضع {مِنْ طِينٍ لَازِبٍ} [الصافات:11] وفي موضع {مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ} [الحجر: 26 - 28 - 33] وفي موضع {مِنْ صَلْصَالٍ كَالْفَخَّارِ} [الرحمن: 14] قال: وهذه الألفاظ راجعة إلى أصل واحد وهو التراب الذي هو أصل الطين فأعلمنا الله - عز وجل - انه خلق من تراب جعل طينا ثم انتقل فصار كالحمأ المسنون ثم انتقل فصار صلصالاً كالفخار [1] ، وقد نقل عنه في القراءة أيضاً ففي قوله تعالى: {صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ} [النمل: 88] ، قال الزجاج: القراءة بالنصب ويجوز الرفع فمن نصب فعلى المصدر.
وقوله تعالى: {وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ} [النمل: 88] ، دليل على الصنعة كأنه قال: صنع الله ذلك صنعاً ومن قرأ بالضم فعلى معنى: ذلك صنع الله [2] .
ثالثا: الراغب الأصفهاني:
هو أبو القاسم الحسين بن محمد بن الفضل المعروف بالراغب الأصفهاني كان مفسرا وفقيها وبارعا في اللغة والأدب سكن بغداد من تصانيفه: (مفردات ألفاظ القرآن) ، و (حل متشابهات القرآن) ، و (الذريعة إلى مكارم الشريعة) ، وغيرها، توفي سنة 502 هـ [3] .
(1) ينظر: البصائر 6/ 24، بصيرة في ذكر آدم - عليه السلام -.
(2) المصدر نفسه 3/ 443، بصيرة في الحر.
(3) ينظر: البلغة في تراجم أئمة النحو واللغة: محمد بن يعقوب الفيروزأبادي، ت 817هـ، جمعية إحياء التراث الإسلامي - الكويت، الطبعة الأولى 1407هـ، تحقيق: محمد المصري ص 69 والأعلام للزركلي 20/ 278 وتاريخ آداب اللغة العربية 3/ 44 - 45، والقاموس الإسلامي لأحمد عطية الله 2/ 472.