فهرس الكتاب
الصفحة 622 من 737

الحشر لغة: الجمع [1] .

الحشر في الاصطلاح الشرعي: هو جمع الخلائق يوم القيامة لحسابهم، والقضاء بينهم في ساحة واحدة تدعى عرصات يوم القيامةأ أو الموقف، أو أرض المحشر، وذلك للحساب والجزاء [2] .

استعرض القرآن الكريم من خلال نصوصه الكثيرة وسوره، صوراً عديدة من صور الحشر، وما يتبعه من حساب وجزاء، وما يصاحبها من مشاهد وحوادث كونية رهيبة لتقرب حقيقة ما سيجري في اليوم الآخر إلى الأذهان، وتمكين العظمة والعبرة في القلوب، وتعميق الخشية في النفوس، والنصوص التي تتحدث عن الحشر الخلائق يوم القيامة عقب النفخة الأخيرة، وخروجهم من قبورهم سراعاً إلى موقف الحشر، أو عن المحشر بشكل عام كثيرة منها قوله تعالى: {يَوْمَ تَشَقَّقُ الْأَرْضُ عَنْهُمْ سِرَاعًا ذَلِكَ حَشْرٌ عَلَيْنَا يَسِيرٌ (44) } [ق:44] ، وقوله تعالى: {وَيَوْمَ نُسَيِّرُ الْجِبَالَ وَتَرَى الْأَرْضَ بَارِزَةً وَحَشَرْنَاهُمْ فَلَمْ نُغَادِرْ مِنْهُمْ أَحَدًا (47) } [الكهف:47] ، وقوله تعالى: {يَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ وَنَحْشُرُ الْمُجْرِمِينَ يَوْمَئِذٍ زُرْقًا (102) } [طه:102] ، إلى غير ذلك من الآيات التي تصور كيفية حشر الخلائق إلى أرض المحشر، ثم بعد ذلك يبدأ العرض والحساب قبل انصرافهم من المحشر ليطلع كل إنسان على ما جناه في حياته الدنيا من خير أو شر، وهذا الموقف هو أشد المواقف هولاً، وهو أعظم ما يراه الإنسان من أحداث يوم القيامة، إذا تنصب فيه الموازين، وتنثر فيه السجلات والصحف، وتظهر فيه السرائر ويكون الجميع على غاية الخوف والوجل، ومن الآيات الكثيرة التي تصف

(1) المصباح المنير ص 153، مادة (حشر) .

(2) ينظر: شرح جوهرة التوحيد ص 187، والاعتقاد لابن قدامة ص 53، وشرح لمعة الاعتقاد لابن عثيمين ص 54.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام