فهرس الكتاب
الصفحة 363 من 737

الترجيح:

وأما موقفنا من هذه الأقوال, فهو عَدُّ رأي السلف هو الأسلم وألاحكم، فهذا الإمام مالك (رحمه الله تعالى) لما سُئل عن الاستواء قال: ..."الاستواء غير مجهول، والكيف غير معقول، والإيمان به واجب، والسؤال عنه بدعة،" [1] .

وأما سببُ قولنا بأن رأي السلف هو الأسلم وألاحكم فهو على منوال أئمتنا الأعلام كالإمام الشافعي (رحمه الله تعالى) , فمن جملة أقواله عن السلف:"هم فوقنا من كل علم, وعقل ودين وفضل, وكلّ سبب ينال به علم, أو يُدرك به هدى, ورأيهم خير من رأينا لأنفسنا" [2] .

ومع ذلك, فرأي الخلف يُحترم ويُقدر إذ هم عمدة أئمة أعلام, وجهابذة أفذاذ, تيسيراً للإفهام, وحسبهم أنهم اجتهدوا في توصيل هذا العلم لأذهان الناس ممن ليسوا بأهل اختصاص، ولا مفر من قبول رأيهم, ولا نقبل على منْ يطعن بهم, فمنهم مثبتون للصفات, وفي الوقت نفسه منزهون للذات, فهم قد وافقوا السلف في التنزيه، وخالفوا غيرهم من الفِرق كالمعطلة القائلين بالتعطيل للصفات، والمجسمة القائلين بالتشبيه والتجسيم، فكان مذهبهم مذهب الوسط إثباتاً للذات وتنزيهاً للصفات.

(1) الأسماء والصفات للبيهقي ص 408، وجَوَّدَ إسنادها الحافظ ابن حجر. ينظر: فتح الباري 13/ 406.

(2) مجموع الفتاوى لابن تيمية 4/ 157.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام