النحل: 12، الروم: 24]، أو قوله تعالى: {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ} [الرعد: 3، الروم:21، الزمر: 42، الجاثية:13] ، أو قوله تعالى: {لَآيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ} [آل عمران: 190] ، أو قوله تعالى: {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِأُولِي الْأَلْبَابِ} [الزمر:21] ، أو قوله تعالى: ... {وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ (21) } [الذاريات:21] ، أو قوله تعالى: {أَفَلَا يَعْقِلُونَ} [يس:68] ، أو قوله تعالى: {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ (37) } [ق:37] .
من خلال هذه الآيات نلحظ أَنَّ القرآن يشيد بالعقل؛ لِمَا له من تميز على النظر، ويأتي ذلك كله في إظهار قدرة الله تعالى الغالبة، وإِنَّ الله هو الخالق المؤثر المختار.
والأسلوب القرآني في عرض هذه المسألة المهمة لا يذهب بعيداً عن الإنسان، بل يلفت نظره إلى تكرار مشاهدة ما حوله، وهذا هو أدب الأسلوب القرآني في العرض، فإنه يأتي أحياناً في إثارة تساؤل، إِمَّا تقريري، وإِمَّا استخباري، وإِمَّا إخبار على وجه البدء [1] .
إِنَّ دليل الاختراع مبني على أصلين موجودين بالقوة في نظر جميع الناس، وهما:
الأول: إِنَّ هذه الموجودات مُخْتَرَعَةٌ، والبرهان على ذلك أَنَّنَا نرى أجساماً شامخةً، ثم تحدث فيها الحياة، وهذا التغير من جمادٍ إلى وجود الحياة دليل على وجود مُوجِدٍ للحياة، وخالق قد أنعم بها.
(1) ينظر: تفسير آيات العقيدة: الدكتور عبد العزيز حاجي، دار الصابوني، الطبعة الأولى 1424هـ ـ 2003م 1/ 103، وأصول الدين الإسلامي: الدكتور رشدي عليان والدكتور قحطان عبد الرحمن الدوري، مطبعة وزارة التعليم العالي والبحث العلمي ـ العراق، الطبعة الرابعة 1990م، ص 85.