فهرس الكتاب
الصفحة 654 من 741

والقاضي عياض (1) ، والقرطبي، وغيرهم (2) ، وعزاه ابن بطال لبعض السلف (3) .

قال القرطبي:"وقوله: (فيقال: إنهم قد بدلوا بعدك) اختلف العلماء في تأويله، فالذي صار إليه الباجي وغيره، وهو الأشبه بمساق الأحاديث: أن هؤلاء الذين يقال لهم هذا القول ناس نافقوا وارتدوا من الصحابة وغيرهم، فيحشرون في أمة النبي -صلى الله عليه وسلم-، كما تقدم من قوله: (وتبقى هذه الأمة فيها منافقوها) (4) وعليهم سيما هذه الأمة، من الغرة والتحجيل، فإذا رآهم النبي -صلى الله عليه وسلم- عرفهم بالسيما، ومن كان من أصحابه بأعيانهم، فيناديهم: (ألا هَلُمَّ) ، فإذا انطلقوا نحوه حيل بينهم وبينه، وأُخِذَ بهم ذات الشمال، فيقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (يا رب أمتي ومن أمتي) ، وفي لفظ آخر: (أصحابي) ، فيقال له إذ ذاك: (إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك، وإنهم لم يزالوا مرتدين منذ فارقتهم) " (5) .

واستدل أصحاب هذا القول بظاهر الأحاديث المتقدمة (6) .

القول الثاني: أن المراد بالردة في هذه الأحاديث: الردة عن الاستقامة، وذلك باقتراف السيئات وترك الواجبات، والإحداث في الدين، وعلى هذا يكون المُذَادُون عن الحوض: أصحاب المعاصي والكبائر الذين ماتوا على التوحيد، وأصحاب البدع الذين لم يخرجوا ببدعتهم عن

(1) انظر: إكمال المعلم (2/ 51) .

(2) انظر: شرح النووي على مسلم (3/ 138 - 139) ، و (17/ 200) ، والاعتصام (1/ 108) ، والفتح (11/ 386) ، ومختصر التحفة الاثني عشرية (273) ، والانتصار للصحابة الأخيار (130) .

(3) انظر: شرح صحيح البخاري (10/ 7) .

(4) متفق عليه من حديث أبي هريرة، وقد تقدم تخريجه ص (165) .

(5) المفهم (1/ 504) ، وانظر: إكمال المعلم (2/ 51) .

(6) انظر: شرح صحيح البخاري لابن بطال (10/ 7) ، وإكمال المعلم (2/ 52) ، و (7/ 269) ، و (8/ 391) ، وشرح النووي على مسلم (17/ 200) .

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام