فهرس الكتاب
الصفحة 574 من 741

المطلب الثاني: أقوال أهل العلم في هذا الإشكال

اختلف أهل العلم في هذه المسألة على ثلاثة أقوال:

القول الأول: أن طواف الدجال بالبيت إنما هو رؤيا منام، كما هو صريح الحديث، ورؤيا الأنبياء وإن كانت وحيًا إلا أن فيها ما يقبل التعبير.

ذكر هذا القول القاضي عياض بصيغة الاحتمال (1) .

القول الثاني: أن تحريم دخول مكة والمدينة عليه إنما هو في زمن فتنته وخروجه، لا في الزمن السابق لذلك.

جوَّز هذا القاضي عياض (2) ، وإليه ذهب ابن حجر وغيره (3) .

قال ابن حجر:"ويؤيده ما دار بين أبي سعيد وابن صياد، فيما أخرجه مسلم، وأن ابن صياد قال له: ألم يقل النبي -صلى الله عليه وسلم-: (إنه لا يدخل مكة ولا المدينة) ، وقد خرجت من المدينة أريد مكة (4) ، فتأوله من جزم بأن ابن صياد هو الدجال، على أن المنع إنما هو حيث يخرج" (5) .

القول الثالث: ترجيح الرواية التي لم يُذكر فيها طواف الدجال في البيت الحرام، وهي رواية مالك عن نافع عن ابن عمر -رضي الله عنهما-، وعليه فلا

(1) انظر: إكمال المعلم (1/ 522) ، وشرح النووي على مسلم (2/ 589) ، وإكمال إكمال المعلم (1/ 534) ، والفتح (13/ 98) .

(2) انظر: إكمال المعلم (1/ 523) ، وشرح النووي على مسلم (2/ 589 - 590) ، وإكمال إكمال المعلم (1/ 534) .

(3) انظر: عون الباري (4/ 154) .

(4) صحيح مسلم (18/ 263) ح (2927) .

(5) الفتح (13/ 99) ، وانظر: (6/ 488 - 489) .

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام