فيه -كما تقدم-، وإنما ليستخرج منه فائدة معينة (1) ، وقد يذكر الحديث ليوضح فيه معنى كلمةٍ غريبة فقط، ومن أمثلة ذلك:
قال في مسند عبادة بن الصامت:"وفي الحديث الثاني: (من تعارَّ من الليل) يعني استيقظ" (2) .
وفي مسند أُبي بن كعب قال:"وفي الحديث الرابع: (لو اشتريت حمارًا تركبه في الرمضاء) يعني: الحر" (3) .
وقال في مسند أبي سعيد الخدري:"وفي الحديث الثاني عشر: (لا يسمع مدى صوت المؤذن جنٌّ ولا إنسٌ ولا شيءٌ إلا شهد له يوم القيامة) المدى الغاية" (4) .
ففي هذه الأحاديث لم يذكر فيها غير ما نقلت، ومثلها كثير (5) .
4 -جرأته رحمه الله في ردِّ الروايات -إذا خالفت مذهبه ومعتقده-، واتهامه المحدثين بالغلط في الرواية أو التصرف، أو النقل بالمعنى، دون استناد إلى دليل أو برهان، وإليك مثالًا على ذلك:
قال بعد تأويله لصفة القدم لله عز وجل:"فإن قيل: كيف يصح هذا التأويل وسيأتي في حديث أبي هريرة: (يضع فيها رجله) ؟ فالجواب: أن هذا من تحريف بعض الرواة، لأنه ظنَّ أن القدم هي الرجل، فروى بالمعنى الذي يظنه" (6) .
ولعل هذا نابع من تلك القاعدة التي ذكرها أثناء اتهامه بعض الرواة بأنهم عبَّروا بالمعنى، ولم يفهموا المقصود، مما أوقع الإشكال في كثير من
(1) انظر: مقدمة الكتاب (1/ 15 - 16) .
(2) كشف المشكل (2/ 81) .
(3) كشف المشكل (2/ 70) .
(4) كشف المشكل (3/ 161) .
(5) انظر: مقدمة الكتاب للدكتور علي البواب (1/ 18) .
(6) كشف المشكل (3/ 245) ، وانظر: مقدمة الكتاب (1/ 47 - 48) .