فهرس الكتاب
الصفحة 309 من 741

ذلك، أو شك، وأنه لا يبعثه، وكل من هذين الاعتقادين كفر، يكفر من قامت عليه الحجة، لكنه كان يجهل ذلك، ولم يبلغه العلم بما يرده عن جهله، وكان عنده إيمان بالله وبأمره ونهيه، ووعده ووعيده، فخاف من عقابه فغفر الله له بخشيته" (1) ."

واستدل هؤلاء على أن هذا الرجل كان شاكًا في القدرة والمعاد بظاهر روايات الحديث (2) .

القول الثاني: أن قوله (لئن قدر علي ربي) بمعنى: ضيَّق، فهو من التقدير الذي هو التضييق، وليس من القدرة التي هي صفة من صفات الله تعالى.

وإلى هذا ذهب الطحاوي (3) ، وابن جماعة (4) ، وغيرهما (5) ، وجوَّزه ابن عبد البر (6) .

واستشهدوا بعدة آيات من كتاب الله تعالى، كقوله: {يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَقْدِرُ} [الرعد: 26] ، وقوله: {وَأَمَّا إِذَا مَا ابْتَلَاهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ} [الفجر: 16] ،

(1) الاستقامة (1/ 164 - 165) ، وانظر: الصفدية (1/ 233) ، والاستغاثة في الرد على البكري (1/ 383) ، ومجموع الفتاوى (7/ 619) ، و (11/ 409) ، و (23/ 347) .

(2) انظر: مجموع الفتاوى (11/ 409) ، وشرح كتاب التوحيد للغنيمان (2/ 392 - 393) .

(3) انظر: شرح مشكل الآثار (تحفة 1/ 159 - 164) .

(4) انظر: إيضاح الدليل (200) . وابن جماعة هو: بدر الدين محمد بن إبراهيم بن سعد الله بن جماعة الكناني الحموي الشافعي الأشعري، مهر في الفقه والتفسير، وتولى القضاء في مصر والشام، وعمي في آخر عمره فصُرِف عن القضاء، له مؤلفات منها: تذكرة السامع والمتكلم في آداب العالم والمتعلم، ومختصر في السيرة النبوية، توفي -رحمه الله- سنة (733) . [انظر: العبر (4/ 96) ، والدرر الكامنة (3/ 280 - 281) ، وحسن المحاضرة (1/ 357) ، وشذرات الذهب (6/ 105) ، والأعلام (5/ 297) ] .

(5) انظر: كشف مشكل الصحيحين لابن الجوزي (3/ 157) ، والمفهم للقرطبي (7/ 77) ، وشرح النووي على مسلم (17/ 76) ، وطرح التثريب (2/ 267) .

(6) انظر: التمهيد (18/ 42 - 43) .

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام