فهرس الكتاب
الصفحة 178 من 741

وجاء عند الإمامِ أحمد من طريق أبي هريرة -رضي الله عنه- -أيضًا- بلفظ (وإن تقرب العبد مني شبرًا تقربت منه ذراعًا، وإن تقرب مني ذراعًا تقربت منه باعًا، وإذا جاءني يمشي جئته أهرول، له المن والفضل) (1) .

القول الثاني: أن (الهرولة) صفة فعلية خبرية، ثابتة لله تعالى بهذا الحديث: (وإذا أتاني يمشي أتيته هرولة) .

وقد صرح بكونها صفة لله تعالى بعض العلماء المعاصرين، كأعضاء اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء في المملكة العربية السعودية، والشيخ محمد العثيمين -رحمه الله-، وقد أطال النفس في تقرير وإثبات ذلك.

وعلى هذا القول ظاهر كلام الهروي وأبي موسى المديني، عليهما رحمة الله:

أما الهروي فقد عقد بابًا بعنوان:"باب الهرولة لله عزَّ وجلَّ" (2) ، ثم ساق تحته هذا الحديث.

وأما أبو موسى المديني فقد قال:"في الحديث عن الله تبارك وتعالى: (من أتاني يمشي أتيته هرولة) ، وهي مشي سريع بين المشي والعدو" (3) .

وأما اللجنة الدائمة فقد قالوا -بعد أن سُئلوا: هل لله صفة الهرولة؟:"نعم، صفة الهرولة على نحو ما جاء في الحديث القدسي الشريف على ما يليق به" (4) .

وقد وقع على هذه الفتوى كل من: الشيخ عبد العزيز بن باز، والشيخ

(1) المسند (16/ 178) ح (10253) ، وقال المحقق:"هذا إسناد حسن ... قوله: (له المن والفضل) هو من قول النبي -صلى الله عليه وسلم-، أو من بعض الرواة، والله أعلم".

(2) الأربعين في دلائل التوحيد (79) .

(3) المجموع المغيث (3/ 496) .

(4) فتاوى اللجنة الدائمة (3/ 196) ، وانظر: تذكرة المؤتسي شرح عقيدة الحافظ عبد الغني المقدسي للدكتور عبد الرزاق البدر (169) .

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام