وجاء عند الإمامِ أحمد من طريق أبي هريرة -رضي الله عنه- -أيضًا- بلفظ (وإن تقرب العبد مني شبرًا تقربت منه ذراعًا، وإن تقرب مني ذراعًا تقربت منه باعًا، وإذا جاءني يمشي جئته أهرول، له المن والفضل) (1) .
القول الثاني: أن (الهرولة) صفة فعلية خبرية، ثابتة لله تعالى بهذا الحديث: (وإذا أتاني يمشي أتيته هرولة) .
وقد صرح بكونها صفة لله تعالى بعض العلماء المعاصرين، كأعضاء اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء في المملكة العربية السعودية، والشيخ محمد العثيمين -رحمه الله-، وقد أطال النفس في تقرير وإثبات ذلك.
وعلى هذا القول ظاهر كلام الهروي وأبي موسى المديني، عليهما رحمة الله:
أما الهروي فقد عقد بابًا بعنوان:"باب الهرولة لله عزَّ وجلَّ" (2) ، ثم ساق تحته هذا الحديث.
وأما أبو موسى المديني فقد قال:"في الحديث عن الله تبارك وتعالى: (من أتاني يمشي أتيته هرولة) ، وهي مشي سريع بين المشي والعدو" (3) .
وأما اللجنة الدائمة فقد قالوا -بعد أن سُئلوا: هل لله صفة الهرولة؟:"نعم، صفة الهرولة على نحو ما جاء في الحديث القدسي الشريف على ما يليق به" (4) .
وقد وقع على هذه الفتوى كل من: الشيخ عبد العزيز بن باز، والشيخ
(1) المسند (16/ 178) ح (10253) ، وقال المحقق:"هذا إسناد حسن ... قوله: (له المن والفضل) هو من قول النبي -صلى الله عليه وسلم-، أو من بعض الرواة، والله أعلم".
(2) الأربعين في دلائل التوحيد (79) .
(3) المجموع المغيث (3/ 496) .
(4) فتاوى اللجنة الدائمة (3/ 196) ، وانظر: تذكرة المؤتسي شرح عقيدة الحافظ عبد الغني المقدسي للدكتور عبد الرزاق البدر (169) .