فهرس الكتاب
الصفحة 36 من 45

(( فمنهم من يقول: إن الإقرار باللسان ركن زائد ليس بأصلي، وإلى هذا ذهب أبو منصور الماتريدي رحمه الله، ويروى عن أبي حنيفة رضي الله عنه ) )اهـ.

* قلت: أما قول أبي حنيفة فهو غريب عنه، إذ إن المشهور عنه رحمه الله كما في شرح الفقه الأكبر ص 124 - 129 قوله:

(( الإيمان هو الإقرار والتصديق، وإيمان أهل السموات لا يزيد ولا ينقص من جهة المؤمن به، ويزيد وينقص من جهة اليقين والتصديق، والمؤمنون مستوون في الإيمان والتوحيد، متفاضلون في الأعمال ) )اهـ.

وهذا الذي اشتهر عند الحنفية وذكره شارح الطحاوية هو ما قرره أبو جعفر الطحاوي الحنفي في عقيدته، ولذا يسمون عند أهل العلم (( مرجئة الفقهاء ) ).

أما قول أبي منصور الماتريدي فلم أقف عليه، ولو صح لكان خلافه مع الجهمية - أصحاب المعرفية بأن الإيمان معرفة بالقلب بالله ورسوله - خلافاً لفظياً إذ إن اللسان ركن زائد ليس أصلياً.

وعلى هذا فالمرجئة مراتب هي:

1 ـ المرجئة المحضة، القائلين بأن الإيمان هو المعرفة بالقلب فقط، والكفر هو الجهل.

2 ـ عوام المرجئة (( الكرامية ) )القائلين بأن الإيمان هو الإقرار باللسان فقط.

3 ـ الأشاعرة والماتريدية: القائلين بأن الإيمان هو التصديق بالجنان.

4 ـ مرجئة الفقهاء القائلين بأن الإيمان هو التصديق بالجنان والإقرار باللسان.

المبحث الثالث: مناقشة أقوال الغلاة:

* قول الجهمية أظهر من أن يناقش فهو أفسد الأقوال؛ لأن من لوازمه الشهود بالإيمان لأكفر خلق الله، مَنْ كفرهم الله في كتابه، كإبليس وفرعون وقومه وأمية بن خلف ... فلازم قولهم أنهم مؤمنون؛ لأنهم جميعهم مقرون بالله وبرسوله في قلوبهم، كما حكاه الله عنهم في غير ما آية في كتابه العزيز.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام