فهرس الكتاب
الصفحة 34 من 45

3 ـ عمل بالجوارح والأركان.

مع زيادته بطاعة الرحمن، ونقصانه بطاعة الشيطان، وأصل هذا القول مستفاد من استقراء الكتاب والسنة، وفهم الصحابة لهما، ودلالة لغة العرب لألفاظهما. وعليه فالعبد عند أهل السنة بمقتضى النصوص اسمه في الدنيا مؤمن ما لم يكن صاحب كبيرة مُفسِّقة أو مُكفِّرة.

فإن كانت له مُفسقة فيسمونه مؤمناً ناقص الإيمان بحسب معصيته، أو مؤمناً فاسقاً، ويعامل معاملة المسلمين إلا في الشهادة ونحوها، وهو يوم القيامة من أهل الجنة تحت مشيئة الله إن شاء عذبه بكبيرته أو غفر له برحمته، وإن عذبه بها فإنه لا يخلد في نار جهنم لأنه مسلم معه أصل الإيمان.

وإن كانت بدعة مُكفرة فيقام عليه حد الردة ويسمونه كافراً لإجراء أحكام الكافر عليه، وهو يوم القيامة - أي الكافر - مخلد في النار، لكنهم لا يشهدون لمعين - ولو أقيم عليه حد الردة - أنه من أهل النار المخلدين فيها لعدم اطلاعهم على ما ختم الله به عمله من توبة نصوح، وكذلك الشهادة بالإيمان؛ لا يشهدون لمعين بأنه من أهل الجنة، إلا من نصَّ عليهم الدليل كالعشرة المبشرين بالجنة وعكاشة بن محصن ونحوه رضي الله عنهم أجمعين.

المبحث الثاني: الفرق الغالية في هذا الباب:

اتفق الخوارج والمعتزلة مع أهل السنة على تعريف الإيمان وفارقوهم في تطبيقه حتى غلوا في الأسماء والأحكام.

* فغلت الخوارج وقالت: صاحب الكبيرة اسمه في الدنيا كافر حلال الدم والمال، وحكمه يوم القيامة أنه مخلد في نار جهنم.

* وقالت المعتزلة: هو - أي صاحب الكبيرة - في منزلة بين المنزلتين ليس بمؤمن ولا كافر، هذا في الدنيا وربما يسمونه فاسقاً، لكن على غير معناه عند أهل السنة والجماعة؛ بل فسقاً ينقله عن مرتبة الإيمان ولا يدخله إلى دركة الكفر، وحكمه يوم القيامة أنه خالد مخلد في النار.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام