على منهجكم - لأننا لا نعرف حياة إلا كحياتهم: فلزمكم فيما نفيتم نظير ما لزمكم فيما أثبتم [1] ؛ فالقول في الصفات كالقول في الذات، كما أن القول في الصفات في بعضها الآخر.
ومفهوم آية الشورى أن الله سبحانه وتعالى نفى مشابهة أحد له نفياً مطلقاً مجملاً عاماً، وأثبت مفصلاً أنه سميع بصير. فالآية تدل على أن الله سميع بصير لا كسمعكم ولا كبصركم، أي لا كسمع أحد من المخلوقين أو بصر أحد منهم، وإنما سبحانه سميع بصير بسمع وبصر يليقان بجلاله وعظمته وكبريائه، كما يليقان بقداسة ذاته. فقطع الاستشراف أو النظر أو الطمع إلى تصور المشابهة أو المماثلة، فضلاً عن وقوعها وحصولها: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1) اللَّهُ الصَّمَدُ (2) لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ (3) وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ} [الإخلاص: 1 - 4]
وهم الذين جاوزوا الحد الشرعي المعتدل في إثبات صفات الله تعالى فقالوا بمشابهة ومماثلة صفات الله أو ذاته لخلقه.
وهؤلاء هم المشبهة والمجسمة ومن غلاتهم المشهورين:
* البيانية - أتباع بيان بن سمعان التميمي الرافضي الذي قتله خالد القسري.
* وأتباع هشام بن الحكم الرافضي (119 هـ) وأتباع هشام بن سالم
الجواليقي الرافضي وهما أوائل المشبهة في المقالات الإسلامية.
* والمغيرية - أصحاب المغيرة بن سعيد العجلي والذي حرقه خالد القسري
(119 هـ) وكل هؤلاء من غلاة الرافضة.
(1) قرر هذا الإلزام على الجهمية والمعتزلة وأشباههم ـ تقي الدين بن تيمية في التدمرية ومفصل الاعتقاد من مجموع فتاويه. وذكر له شارح الطحاوية أمثلة في شرحه على الطحاوية. فالله يهب فضله لمن يشاء. وهي قاعدة عظيمة في الرد على كل من عطل صفات الله.