فهرس الكتاب
الصفحة 45 من 45

الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات، وإن في ختام هذا البحث عن الغلو في أصول العقيدة نجد عند النتيجة التي قررها شيخ الإسلام ابن تيمية في عقيدته الواسطية لما وصف وسطية أهل السنة بين الفرق الإسلامية حيث قال: (( بل هم الوسط في فرق الأمة، كما أن الأمة هي الوسط في الأمم فهم وسط في باب صفات الله سبحانه وتعالى بين أهل التعطيل: الجهمية، وأهل التمثيل: المشبهة.

وهم وسط في باب أفعال الله تعالى بين القدرية والجبرية.

وفي باب وعيد الله، بين المرجئة والوعيدية من القدرية وغيرهم.

وفي باب أسماء الإيمان والدين بين الحرورية والمعتزلة، وبين المرجئة والجهمية.

وفي أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم بين الروافض والخوارج )) اهـ.

* نعم إن الغلو في تنزيه الله في الأسماء والصفات أدَّى إلى داء التعطيل؛ فعطلت المعطلة ربنا عن أسمائه وصفاته، كل بقدره.

والغلو في الإثبات، حمل الممثلة على تشبيه الله بخلقه.

* والغلو في إثبات القضاء والقدر حمل الجهمية وأذنابهم على دعوى الجبر في فعل المخلوقين.

والغلو في تنزيه الله عن فعل الشر، حمل المعتزلة وأذنابهم على نفي القدر.

* والغلو في إجراء الأشخاص حمل على تعظيمهم ورفعهم فوق منازلهم اللائقة بهم شرعاً وواقعاً إلى البدعة والشرك بهم من دون الله، دعاءً وغوثاً وتوسلاً واستشفاءً وتذللاً .... إلخ.

ـ وهو ما جرَّ إلى الغلو في باب النبوة حيث زُعمت لمن لم ينلها من ربنا عزوجل.

* والغلو في باب الرجاء حمل المرجئة على تنوع طوائفهم على تكميل إيمان العصاة أو الفساق أو الكفار.

والغلو في باب الخوف حمل الوعيدية على إخراج جملة ذوي الذنوب من الإيمان، وتخليدهم في النيران.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام