فإن هذين مما يبينا فساد قولهم وبعده عن الصواب.
* وكذلك قول مرجئة الفقهاء بأن الإيمان هو: الإقرار والتصديق، يخالف عمل رسول الله صلى الله عليه وسلم والمسلمون بعده من فرضية عمل الإيمان بالصلاة والحج والصوم والجهاد وربط كثير من الأعمال بالإيمان.
بل هم يعارضون قولهم فيما يقررونه في فقههم بوجوب العلم بدءاً من كتاب الطهارة إلى نهاية أبواب الفقه، فلو لم تكن هذه من الإيمان، فما الحاجة من بحثها والعلم والعمل بها؟
الفصل السادس
الغلو في باب النبوات
الأنبياء والمرسلون هم قوم اصطفاهم الله واختارهم، وأوحى إليهم تبليغ شرعه وأمره ونهيه إلى الناس، {اللَّهُ يَصْطَفِي مِنْ الْمَلائِكَةِ رُسُلاً وَمِنْ النَّاسِ} [الحج: 75]
فالنبوة مرتبة رفيعة، ومنزلة عظيمة يتصل بها النبي - صلى الله عليه وسلم - بالله بواسطة وحيه المنزل عليه.
ـ ولقد زعمت الفلاسفة أن النبوة يمكن أن تكتسب اكتساباً فلا تتعلق باصطفاء الله تعلقاً تاماً؛ فالعبد عندهم بمداومة العبادة والرياضة، يمكن أن يصل إليها ويكتسبها، كالتجارة.
وهي عند الصوفية نوع آخر حيث الولاية عندهم أفضل من النبوة كما يقول محي الدين بن عربي في فصوصه - بواسطة شرح الطحاوية ص 493:
مقام النبوة في برزخ ... فويق الرسول ودون الولي
والولاية عندهم تكتسب بطريقة العبادة المتواصلة ورياضة النفس بها أو بطريق الفلسفة الموصل إلى الحقائق ومعرفة كنه الأمور وانكشافها.