فهرس الكتاب
الصفحة 39 من 45

وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ [البقرة: 177] وغيرها، فالقرآن يؤخذ جميعه لا بعضه، وكذلك السنة، حيث وردت نصوص تكفر من اعتقد بكل مراتبه الست ثم لا يصلي، أو استحل معصية ظاهرة الحرمة، قطعية الدلالة على حرمتها.

4 ـ هذا القول يعارض قوله تعالى: {قَالَتْ الأَعْرَابُ آمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا} [الحجرات: 14] .

فنفى الله عن الأعراب الإيمان مع أنهم نطقوا بكلمة التوحيد، لكن لم يدخل الإيمان إلى قلوبهم، إلا إن قصدوا بذلك الإسلام - أي بالإيمان الإسلام فلا تعارض بين الآيتين.

5 ـ يلزم من قولكم أن الإيمان مجرد النطق باللسان فقط، الحكم على المنافقين الذي شهدوا بألسنتهم أنهم مؤمنون كاملو الإيمان، وهذا خلاف صريح الكتاب؛ قال تعالى: {إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الأَسْفَلِ مِنْ النَّارِ وَلَنْ تَجِدَ لَهُمْ نَصِيراً} [النساء:145] ، ولغيرها من الآيات الدالة على كفرهم وتكذيبهم ومآلهم إلى النار.

6 ـ كما يلزم من هذا القول أن من به مرض كالأخرس، ولا يستطيع أن يتكلم بلسانه - مع تصديق قلبه وإيقانه بالإيمان - يلزم أنه كافر، وهذا خلاف إجماع المسلمين.

وعلى كل، فإن قصر الإيمان على مجرد النطق به - مع لزومه ابتداءً - قول باطل مخالف لظاهر النصوص من الكتاب والسنة وإجماع المسلمين، وفعل الرسول صلى الله عليه وسلم مع من يسلم حديثاً.

* أما عند القائلين بأن الإيمان هو التصديق، وهو قول الأشاعرة والماتريدية، فهو باطل أيضاً.

ـ لأنه لو كان كذلك لما صح وجوب تلفظ الكافر بالتوحيد - الشهادتين - عند دخوله الإسلام، وهو ما فعله النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه والمسلمون بعدهم مع مريد الإسلام من الكفرة.

ـ وأيضاً لما صح تكفير أحد من الناس، يأتي بناقض من نواقض الإسلام، أو يترك الصلاة عمداً أو تهاوناً .... ما دام عنده تصديق بالقلب وحده!.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام