فهرس الكتاب
الصفحة 87 من 105

والأنصار، ولم يذكر من ذكر القصة أنهم سَخِروا بالله أو آياته.

إلا أن مَنْ يَعْلَم السِّرَّ وأخفى جعلهم قد سخروا بمن آمن بالله وبكتابه ورسوله؛ فكأن السخرية كانت موجَّهةً إلى الله وآياته ورسوله صلى الله عليه وسلم، وكما هو واضح فالفرق بين الفريقين يتَّضح في الآتي:

أولا: قال: {قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ} : أثبت لهم الإيمان فقرَّر مصيرهم بتلك الكلمة كلمة الكفر بعد الإيمان، وهم يقطعون الطريق مع بُعْدِ المفازة ومَشَقَّةِ السفر الطويل سيرًا على الأقدام، فَزَلَّت به القدم بتلك الكلمة ثم خرجوا بها من دائرة الإسلام؛ حيث قال: {قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ} .

أما هؤلاء فقد كَذَّبوا رسول الله وزعموا أن دعوته كانت لغرض الملك وتشييد الدولة الهاشمية وتحقيق أمنية جده عبد المطلب، ومن سياق كلامهم أنهم لم يدخلوا إلى حظيرة الإسلام.

ثانيًا: انتقاصهم للخليفة الراشد عثمان بن عفان وزعمهم أنه لم يكن كفئًا للإمارة.

ثالثًا: كذبُهم الفاحش ورميُهم لسيف الله خالد بن الوليد بفاحشة الزنى، واتهام أبي بكر بالمداهنة حيث لم يقم الحد على خالد حسب زعمهم قاتلهم الله.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام