بناء دولة وتشييد مملكة؟!
أفلا يستحيي تلاميذ الخواجات وعملاء التبشير وأقزام الأقزام أن يَصِفُوا سيدَ الخَلْقِ بأنه ينتحل الكذب على الله وأنه يُزَوِّرُ دعوةَ الإسلام كحيلة لتوصله إلى الملك والسلطان، لا لأن القرآن وحي منزل من الرحمن ورسالة ربانية سامية، ومعجزة خالدة باقية، لا شك أن هذه الأفكار مستوحاة من عقد خصوم الإسلام الإفرنج، ومصبوغة بصبغ عملية غسيل الأدمغة التي صبغت بها عقول الأتباع، ونَفَثَها الأسيادُ في رَوْعِ العبيدِ المتفرنجين العملاء؟!
القرآن أنزله الذي خلق الإنسان، فكان المعجزة الخالدة، أنزله الله على صفوته من خلقه وإمام الرسل محمد صلى الله عليه وسلم، ولم ينزله الله على ملك أو رئيس دولة أو زعيم من زعماء الأرض؛ وإنما أنزله على خاتم الأنبياء وإمامهم وأفضلهم، لذلك بقيت معجزة القرآن تتجدد وإعجازه يتجلَّى ولمعرضيه يتحدى في أسلوبه ومعانيه، ويشرق تأثيره في نفوس أهله وخاصته، تحدى به النبي الأمي العربي صلى الله عليه وسلم كلَّ خصومة المعارضين، فهزمهم بإذن الله فهبطوا، وهو في صعود مستمر؛ لأنه كلام الله وصفته الملازم لذاته