الكريمة، أنزله الله جل شأنه على من شَرَّفه وعصمه واصطفاه ورفع ذكره واجتباه بنور وحيه.
بخلاف ما تُرَدِّدُه أبواقُ الإعلام وما تخلع على القائمين عليها، وما تجللهم به من نعوت وإطراءات ومحامد لم يوصف بها أنبياء الله ورسله من أمثال:"فلسفة الثورة، والكتاب الأخضر، وأمثالهما التي روَّجت لها وسائل الإعلام المسموعة والمقروءة من إذاعات وتلفاز وصحف ومجلات ودور نشر، وعقدت لها محاضرات وندوات يبثها الإعلام الصاخب في مدار أربع وعشرين ساعة دون انقطاع، ترفع من نُسبت إليهم إلى مقام الربوبية، وتصفهم بصفات الألوهية، إلا أنها لما كانت لا ترتكز على حقائق ثابتة؛ وإنما هي من صنع المحترفين المتزلِّفين، عاشت حينا من الدهر حياة عقيمة ثم ماتت موتًا أبديًا قبل موت أصحابها."
أما القرآن الكريم الذي اقتحم أقفال قلوب المؤمنين فما كان ليكون معجزة خالدة لولا أنه تنزيل ممن خلق الأرض والسموات العلا، نزل به الروح الأمين بلسان عربي مبين، تَحَفُّه العصمة ممن أنزله، وترعاه العناية ممن هو كلامه، ويشده التأييد ممن يعلم السر وأخفى، لم يقم له معاند إلا هزمه، ولا تحداه متحدٍ إلا ألجَمَه، ولا تطاوَلَ عليه متطاوِلٌ إلا دَقَّه وحطَّمه، وقد اعترف أَلَدُّ خصومه في زمنه ووقت نزوله (عتبة بن ربيعة) وهو من