يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ [آل عمران: 118 - 120] : يتبين من هذه الآيات أن الغل الخفي والحقد الدفين لا يغادر قلوبهم، يترجم خبث نواياهم ما يكتبون ويزوِّرون من مفتريات على الإسلام والمسلمين مما تغذت به أفئدتهم الخبيثة من نظريات اقتبسوها من جامعات الفكر العلماني والفكر الحداثي الغربي المعادي؛ فما أعظم هذا القرآن الذي لا تحدث حادثة ولا ينحرف منحرف إلا والقرآن الكريم يصف ذلك الحدث وكأنه أنزل في وقت حدوثه؛ ذلك لأنه تنزيل من حكيم حميد.
وفي قوله سبحانه: {هَا أَنْتُمْ أُولَاءِ تُحِبُّونَهُمْ وَلَا يُحِبُّونَكُمْ وَتُؤْمِنُونَ بِالْكِتَابِ كُلِّهِ وَإِذَا لَقُوكُمْ قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا عَضُّوا عَلَيْكُمُ الْأَنَامِلَ مِنَ الْغَيْظِ قُلْ مُوتُوا بِغَيْظِكُمْ إِنَّ اللهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ} . [آل عمران: 119] ؛ وفي هذه الآية وفي قوله سبحانه: {وَإِذَا لَقُوكُمْ قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا عَضُّوا عَلَيْكُمُ الْأَنَامِلَ مِنَ الْغَيْظِ} ، وفي هذه العبارة حين يعضون على أناملهم من شدة الغيظ والحنق على المسلمين؛ فقد ذهبت المصانعة في الظاهر وبدت سجيَّتُهم واضحة وأخلاقهم جلية حين يعضون على أناملهم وهذه أنجع وسيلة لديهم لما يخففون به ما يجدونه من كره للإسلام وأهله.