خصوصًا شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله - هكذا قال، ومن قبله سيد القمني الذي يحمل لقب دكتور قال:"إنه لا يسمح أن يسأله أحد عن عقيدته الدينية؛ لأنَّ من يريد أن يتصدى للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر يحتاج إلى توكيل من الله، والإسلام لا يعرف التوكيلات".
قلت: وإذا كان قد فَضَحَهم جَهْلُهم - يظهر ذلك من كلامهم وفلتات ألسنتهم - فإنه لا يُكْتَرَثُ بكلامِهم، وإنما القصد من تَفْنِيدِ مزاعمهم وكشف أكاذيبهم: لئلَّا يُفْتَتَنُ بما يُرَوِّجونه ضدَّ الإسلام ونبي الإسلام وصحابته الغُرِّ الميامين وعلماء المسلمين، ومناصرةً لإخواننا علماء ذلك البلد الذين وقفوا موقفًا مُشَرِّفًا مطالبِين بمصادرة تلك الكتب التي نشروا فيها فسادهم وكفرَهم وفجورَهم؛ حيث طالبوا بحرق تلك الكتب الإلحادية المضلِّلة وأوضحوا أنهم جهلة بالإسلام!
ذكرتُ في أول فصل (لا يَعْلَمون الكتابَ إلا أمانيَّ) أنهم جهلةٌ بالإسلام كلَّ الجهالة، وأكرِّرُ العبارة هنا؛ حيث أُورِدُ نصوصَ وجوبِ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وهما أساسُ الملة وأصلُها؛ قال جل جلاله: وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ