يقولون في صراحة: إن الإسلام ليس إلا نهضة عربية، فاز بها هذا الجنس العظيم في القرون الوسطى، بقيادة رجل عبقري [1] هو الزعيم الكبير محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم!
أي أن هذا الدين الجليل نبت من الأرض ولم ينزل من السماء!! وأنه انطلاقة شعب طامح فاتح، وليس هداية مثالية جاءت من عند الله لتنقذ العرب من جاهلية مظلمة كانوا بها في مؤخرة البشر، إلى حنيفية سمحة رفعت خسيستهم ثم انتشر شعاعها بعدُ في أنحاء الأرض كما تنتشر الأضواء في عرض الأفق لدى الشروق [2] .
الله أكبر، إنها السنن، وما أشبه الليلة بالبارحة، إن نهجَ الملاحدة واحد، وإن تباعدت أوطانهم وتعاقبت أزمانهم؛ قال عز وجل: {كَذَلِكَ مَا أَتَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا قَالُوا سَاحِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ} . [الذاريات: 52 -
(1) لا يوصف الرسول صلى الله عليه وسلم بالعبقرية بل هي نبوة ووحي ورسالة.
(2) انظر كتاب مع الله فصل (لا مكان للإلحاد بيننا) للشيخ محمد الغزالي رحمه الله.