53]؛ إن ملاحدة اليوم قد فاقوا في كفرهم ملاحدة الأمس؛ فأولئك يقولون عن الإسلام نهضة عربية فار بها هذا الجنس العظيم بقيادة رجل عبقري؛ فوصفوا الصحابة رضوان الله عليهم بالجنس العظيم؛ أما ملاحدة اليوم فإنهم يقولون: إن محمدًا ما أراد بدعوته إلى الإسلام إلا تحقيقًا لحلم جَدِّه عبد المطلب؛ حيث كان يطمع أن يؤسِّسَ دولةً قُرَشِيَّةً، ويقولون: لا تقدِّسوا الصحابة؛ فهم رجال ونحن رجال، والإسراف في تقديسهم كارثة!!!
ووصفوا أطهرَ مجتمعٍ عرفة التاريخ في طهره وعدله وإنصافه وعفته و غيرته على صون الأعراض مجتمعَهم ومجتمعات العالم قاطبة؛ فوصف المارقون ذلك المجتمع المثالي الطاهر رفيع الأخلاق بأنه مجتمع داعر متحلل!!!
إنه التقليد الأبله والفكر الغبي والمرض القلبي والجري الحثيث خلف سراب التبعية، وجميلٌ قولُ الشاعر الإسلامي في وصف ببغاوات المقلِّدين:
يا سائلي عن موضع التقليد خذ
عني الجواب بفهم لُبٍّ حاضر
لا فرق بين مقلد وبهيمة
تنقاد بين جنادل ودعاثر