فهرس الكتاب
الصفحة 39 من 105

فصحاء العرب وأرباب البلاغة والبيان، وهو مِمَّنْ نَزَلَ القرآن بلغتهم فقال قولته المشهورة: والله لسمعت قولًا ما سمعت مثلَه قَطّ، والله ما هو بالسحر ولا بالشعر ولا بالكهانة، والله ليكونن لكلامه الذي سمعت نبأٌ عظيم.

وقال الوليد بن عتبة - وهو معروف بعدائه للنبي صلى الله عليه وسلم وللإسلام ومات هو وعتبة بن ربيعة السابق ذكره وهما كافران ببدر - يقول الوليد: والله إن لقوله لحلاوة، وإن عليه لطلاوة، وإن أصله لعذق، وإن فرعه لجناة، وإنه ليدق ما تحته، وإنه ليعلى ولا يُعلى عليه.

تحدى الله به جميع الخلق من عرب وعجم، إنس وجان، طعن كفار مكة في صحة القرآن وزعموا أن النبي صلى الله عليه وسلم إنما يعلِّمه القرآنَ بشرٌ! قال جل جلاله: {وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ لِسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُبِينٌ} [النحل: 103] .

عندها أعلن القرآن عليهم حربَ التحدي فأعجز أهل الفصاحة والبيان بعبارات سهلة وفي الوقت نفسه محرجة، فبدا عجزُهم الوضيع أمام إعجاز القرآن الرفيع، وكأنه يقول لهم: إذا كان محمد إنما يعلمه بشر واحد، فاستعينوا أنتم بكل البشر، وليعلمكم كلُّ الخلق

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام