فهرس الكتاب
الصفحة 36 من 105

والرجل صاحب القصة اسمه غورث بن الحارث؛ فحين رجع إلى قومه قال: جئتكم من عند خير الناس. ذكره القرطبي في تفسير قوله تعالى: {وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ} . [المائدة: 67] .

وفي قصة عمير بن وهب التي ساقها ابن هشام في السيرة وغيره: أن عمير بن وهب ذهب ليقتل النبي صلى الله عليه وسلم بتحريض من صفوان بن أمية، فحين قدم عمير المدينة متوشحًا سيفه الذي وضع فيه السم ليقتل به النبي صلى الله عليه وسلم قال رسول الله: «ما جاء بك يا عمير؟ وما بال السيف في عنقك؟» قال: جئت لفكاك أسيري. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «بل قعدت أنت وصفوان بن أمية في الحجر فذكرتما أصحاب القليب من قريش، ثم قلتَ: لولا دَينٌ عليَّ وعيال عندي لخرجت حتى أقتل محمدًا. فتَحَمَّلَ لك صفوان بِدَيْنك وعيالِك على أن تقتلني، والله حائلٌ بينك وبين ذلك» . فصدَّق عمير قولَ النبي صلى الله عليه وسلم قائلاً: أشهد أنك رسول الله، والله إن هذا أمر لم يحضره إلا أنا وصفوان! فوالله إني لأعلم ما أتاك به إلا الله، فالحمد لله الذي هداني للإسلام وساقني هذا المساق.

والشاهد من هذين الخبرين أنه صلى الله عليه وسلم ليس له حارس ولا حاجب حتى في حضرة العدو ومواطن اللقاء، فهل مَنْ كانت هذه صفاتِه هو الذي يريد

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام