واليهود والمنافقين في داخل المدينة وخارجها؛ ففي أحلك المواقف في غزوة ذات الرقاع التي شُرِّعت فيها صلاة الخوف ما كان عنده مَن يحرسه إلا الله، وهو القائل: {وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ} [المائدة: 67] ؛ ففي الصحيحين وغيرهما من حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنهما أنه غزى مع رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل نَجْد، وحين قَفَلَ رسول الله صلى الله عليه وسلم مشى حتى أدركته القافلة في واد كثير العضاة، فنزل رسول الله صلى الله عليه وسلم وتفرق الناس في العضاة يستظلون بالشجر، ونزل رسول الله صلى الله عليه وسلم تحت شجرة سمرة فعلَّق سيفَه.
قال جابر: فنمنا نومة فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعونا، فجئناه فإذا عنده أعرابي جالس، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن هذا اخترط سيفي وأنا نائم، فاستيقظت وهو في يده صلتا! فقال لي: من يمنعك مني؟ فقلت له: الله، فها هو ذا جالس» . ولم يعاقبه رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وفي رواية غير الصحيحين: حين قال الأعرابي للنبي صلى الله عليه وسلم: من يحميك مني؟ قال النبي صلى الله عليه وسلم: «الله» . وسقط السيف من يده، فأخذ السيف رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: «وأنت من يحميك مني؟» فقال الأعرابي: لا أحد. فعفَى عنه،