من نبي بَعَثَه الله قبلي إلا كان له من أمته حواريون وأصحاب يأخذون بسنته ويقتدون بأمره، ثم تخلف مِنْ بَعْدِهم خلوفٌ يقولون ما لا يفعلون ويفعلون ما لا يؤمرون؛ فمن جاهدهم بلسانه فهو مؤمن، ومن جاهدهم بقلبه فهو مؤمن، وليس وراء ذلك من الإيمان حَبَّةُ خَرْدَل».
وفي فضل أمة محمد صلى الله عليه وسلم قال جل شأنه: {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ مِنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ} . [آل عمران: 110] ، وفي صحيح البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه: «كنتم خيرَ أمة أخرجت للناس» . قال: «خير الناس للناس، تأتون بهم بالسلاسل في أعناقهم حتى يدخلوا في الإسلام» ، وقال عز وجل في وصف قوم من أهل الكتاب مؤمنين: {يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَأُولَئِكَ مِنَ الصَّالِحِينَ} . [آل عمران: 114] ،
وقال جل جلاله فيمن يَتَّبِعون النبي صلى الله عليه وسلم ويهتدون بهديه: {الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ} . [الأعراف: 157] ، وقال عز وجل في وصف المؤمنين: وَالْمُؤْمِنُونَ