فهرس الكتاب
الصفحة 22 من 105

تلك الآلهة متساو عدد الذكران والإناث في الأرض وفي السماء؟! وهل لكل إله خلق يختص به في السموات والأرض؟

أما كانوا متفقين على دمج مخلوقاتهم في هيكل واحد وإطار واحد؟! وما هو الحل فيما لو حصل بين الآلهة تنافس في الهيئة والشكل وفي الهيمنة والتسلط من أجل تمييز مخلوقات كل إله منهم؟! بحيث من الممكن أن يخطر على بال أحدهم أن يأتي بإبداع في مخلوقاته يعجز نظيره أن يوجِدَ مثلها، ويدب الحسد والغيرة في قلوب بعض الآلهة ويتأصل العداء وتتسع شقة الخلاف، ثم ينتج من جراء ذلك حروب ومعارك بين الآلهة ينفرد كل إله بما خلق ثم تكون الخلاصة أن ينتج من جراء ذلك نهاية العالم؟! قال سبحانه وتعالى: {مَا اتَّخَذَ اللهُ مِنْ وَلَدٍ وَمَا كَانَ مَعَهُ مِنْ إِلَهٍ إِذًا لَذَهَبَ كُلُّ إِلَهٍ بِمَا خَلَقَ وَلَعَلَا بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ سُبْحَانَ اللهِ عَمَّا يَصِفُونَ * عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ} . [المؤمنون: 91، 92] ، وقوله - جل عن الشريك والند: {لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللهُ لَفَسَدَتَا فَسُبْحَانَ اللهِ رَبِّ الْعَرْشِ عَمَّا} ؛ ففي هاتين الآيتين من كتاب الله العزيز إشارة واضحة بحصول الفساد مع تعدد الآلهة، وأن كل إله سيغار على خلقه وينافس على كمال ذاته وسلطانه، ولذلك ضرب الله مثلا بالعبد المملوك لمالك واحد والعبد المملوك لعدد من

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام