فهرس الكتاب
الصفحة 23 من 105

الشركاء فقال جل شأنه: {ضَرَبَ اللهُ مَثَلًا رَجُلًا فِيهِ شُرَكَاءُ مُتَشَاكِسُونَ وَرَجُلًا سَلَمًا لِرَجُلٍ هَلْ يَسْتَوِيَانِ مَثَلًا الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ} [الزمر: 29] ؛ ففي هذه الآية توضيح وبيان لحادثة الشركاء: رجل فيه شركاء وليس بين الشركاء اتفاق؛ فالمشاكسة والخلاف مستمران، وهذا المملوك كلما يأتي عند واحد من الأسياد يكلفه من الأعمال ما لا يطيق، وإذا تضجر من كثرة ما يكلف من الأعمال الشاقة ضرب، وقيل له: إنك تعمل لفلان وفلان أكثر مما عملت لي! فيضرب ويهان ويكلَّف فوق طاقته، ثم يذهب للشريك الثاني ويعامله بأكثر مما عامله الأول؛ فهو في شقاء وشقاق، وعذاب مستمر، وأعمال شاقة متواصلة بلا رحمة، فهل يستوي هذا المسكين مثلا برجل مملوك لرجل واحد لا يكلفه من الأعمال إلا ما يطيق، ويتلقى الأوامر من مصدر واحد ومن رجل واحد، فهو يجد الراحة والسعادة والشفقة والرحمة والعناية؛ فهل يستويان مثلًا؟! {سُبْحَانَ اللهِ عَمَّا يَصِفُونَ} .

إن تعدد الآلهة قد يكون سببًا في ضعف الاتباع حين تصدر من كل إله أوامر يناقض بعضها بعضًا، إن المجتمع الذي تصدر إليه الأوامر من جهات متعددة ومتضاربة يبقى في حيرة من أمره لا يدري من يطيع وأوامر من ينفذ، ولذلك قال يوسف عليه السلام: يَا

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام