وَلَا يَنْفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَؤُلَاءِ شُفَعَاؤُنَا عِنْدَ اللَّهِ قُلْ أَتُنَبِّئُونَ اللَّهَ بِمَا لَا يَعْلَمُ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ [يونس: 18] .
وقال تعالى: {وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فِي مَا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ} [الزمر: 3] » [1] .
وقد تنوعت دلالة القرآن الكريم على إقرار المشركين بربوبية الله جل وعلا وبأكثر من أسلوب، فمن ذلك [2] :
ما أخبر الله عنهم أنهم إذا سئلوا عن خالقهم ورازقهم ومالكهم وغيرها من صفات الربوبية، قالوا: الله، كما في قوله تعالى: {قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أَمَّنْ ... } الآيات.
قال ابن جرير الطبري: «يقول تعالى ذكره لنبيه محمد - صلى الله عليه وسلم - {قُلْ} يا محمد لهؤلاء المشركين بالله الأوثان والأصنام، {مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ} النبت والقطر، ويطلع لكم شمسها ويغطش ليلها، ويخرج ضحاها، {وَالْأَرْضِ} أقواتكم وغذاءكم الذي ينبته لكم، وثمار أشجارها، {أَمَّنْ يَمْلِكُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ} يقول: أم من ذا الذي يملك أسماعكم وأبصاركم التي تسمعون بها أن يزيد في قواها أو يسلبكموها فيجعلكم صمًا، وأبصاركم التي تبصرون بها أن يضيئها بكم وينيرها، أو يذهب بنورها فيجعلكم عميًا لا تبصرون، {وَمَنْ يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ} يقول: ومن يخرج الشيء الحي من الميت، وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ
(1) الفتاوى (1/ 156) .
(2) انظر: الإلمام بقواعد تقرير التوحيد أصل الإسلام. الأخ: محمد الكثيري.