وَالْأَرْضِ أَمَّنْ يَمْلِكُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَمَنْ يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَمَنْ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ فَسَيَقُولُونَ اللَّهُ فَقُلْ أَفَلَا تَتَّقُونَ [يونس: 31] [1] .
يقول الإمام محمد بن عبد الوهاب- رحمه الله: - « ... وهذه مسألة عظيمة
مهمة وهي أن تعرف أن الكفار شاهدون بهذا كله ومقرون به ومع هذا لم يدخلهم في الإسلام ولم يحرم دماءهم وأموالهم وكانوا أيضًا يتصدقون ويحجون ويعتمرون ويتعبدون ويتركون أشياء من المحرمات خوفًا من الله - عز وجل -، ولكن الأمر الثاني هو الذي كفرهم وأحل دماءهم وأموالهم، وهو أنهم لا يشهدون لله بتوحيد الألوهية وهو أنه لا يدعى إلا الله ولا يرجى إلا الله وحده لا شريك له، ولا يستغاث بغيره، ولا يذبح لغيره لا ينذر لغيره لا لملك مقرب ولا نبي مرسل، فمن استغاث بغيره فقد كفر، ومن ذبح لغيره فقد كفر، ومن نذر لغيره فقد كفر وأشباه هذا.
وتمام هذا أن تعرف أن المشركين الذين قاتلهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كانوا يدعون الملائكة وعيسى وعزيرًا وغيرهم من الأولياء فكفَّرهم الله بهذا مع إقرارهم بأن الله هو الخالق الرازق المدبر» [2] .
وقال شيخ الإسلام بن تيمية- رحمه الله: - «وكان المشركون الذين جعلوا معه آلهة أُخرى مقرين بأن آلهتهم مخلوقة، ولكنهم كانوا يتخذونهم شفعاء ويتقربون بعبادتهم إليه، كما قال تعالى: وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَضُرُّهُمْ
(1) انظر: تيسير العزيز الحميد (ص: 33) .
(2) الدرر السنية (2/ 59) .