فهرس الكتاب
الصفحة 38 من 207

أما توحيد الربوبية فهو الذي أقر به الكفار على زمن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ولم يدخلهم في الإسلام، وقاتلهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، واستحل دماءهم وأموالهم، وهو توحيده بفعله تعالى، والدليل قوله تعالى: {قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أَمَّنْ يَمْلِكُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَمَنْ يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَمَنْ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ فَسَيَقُولُونَ اللَّهُ فَقُلْ أَفَلَا تَتَّقُونَ} [يونس: 31] ، {قُلْ لِمَنِ الْأَرْضُ وَمَنْ فِيهَا إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ * سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ * قُلْ مَنْ رَبُّ السَّمَاوَاتِ السَّبْعِ وَرَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ * سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ أَفَلَا تَتَّقُونَ * قُلْ مَنْ بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ يُجِيرُ وَلَا يُجَارُ عَلَيْهِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ * سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ فَأَنَّى تُسْحَرُونَ} [المؤمنون: 84 - 89] ، والآيات على هذا كثيرة جدًا أكثر من أن تُحصر وأشهر من أن تُذكر.

الشرح

شرع المؤلف ببيان النوع الأول من أنواع التوحيد، توحيد الربوبية وهو توحيد الله بأفعاله، وهذا النوع من التوحيد قد أقر به الكفار على زمن الرسول - صلى الله عليه وسلم - ومع ذلك قاتلهم النبي - صلى الله عليه وسلم - وقتلهم وغنم أموالهم واستحل دماءهم وسبى نساءهم، فقد كانوا مقرين لله بتوحيد الربوبية وهو أنه لا يخلق إلا الله ولا يرزق ولا يحيي ولا يميت ولا يدبر الأمر إلا الله كما قال تعالى: قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام