التوحيد القصدي الطلبي، أو التوحيد في العمل أو التوحيد الفعلي أو التوحيد الإرادي الطلبي، أو توحيد الجوارح وعمل القلب ونحو ذلك من التعبيرات.
وهذه التعبيرات المختلفة ليست متباينة بل هي متوافقة، وهي كما يُعبِّر الصادقون عن المعنى الحقيقي الصحيح حيث تختلف عباراتهم وتتفق معانيهم.
إذن أهل السنة منهم من يقسم التوحيد إلى ثلاثة أقسام وهي توحيد الربوبية، وتوحيد الألوهية، وتوحيد الأسماء والصفات. وهذا التقسيم من جهة تعلقه بالله تعالى. أما من جهة ما يتعلق بالعبد فيُقسِّمه إلى نوعين:
المعرفة والإثبات، والقصد والطلب.
وتوحيد المعرفة والإثبات هو توحيد الربوبية والأسماء والصفات. وتوحيد القصد والطلب هو توحيد الإلهية والعبادة.
وهذه القسمة استقرائية، قد دلَّ تتبع الكتاب والسنة واستقرائهما عليها. يقول الشيخ محمد الأمين الشنقيطي: «دلَّ استقراء القرآن العظيم على أن التوحيد ينقسم إلى ثلاثة أقسام:
الأول: توحيده في ربوبيته، وهذا النوع جُبلت عليه فطر العقلاء.
الثاني: توحيده جل وعلا في عبادته وضابط هذا النوع من التوحيد هو تحقيق معنى لا إله إلا الله، وهي مركبة من نفي وإثبات.
الثالث: توحيده جل وعلا في أسمائه وصفاته» [1] .
وقد اجتمعت هذه الأنواع الثلاثة في آية واحدة في قوله تعالى: {رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا فَاعْبُدْهُ وَاصْطَبِرْ لِعِبَادَتِهِ هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا} [مريم: 65] .
(1) أضواء البيان (3/ 410) .