فهرس الكتاب
الصفحة 34 من 207

إفراد الله بما تفَّرد به، وبما أمر أن يُفرد به، فنُفرده في ملكه وأفعاله فلا رب سواه ولا شريك له، ونُفرده في ألوهيته فلا يستحق العبادة إلا هو، ونُفرده في أسمائه وصفاته فلا مثيل له في كماله ولا نظير له [1] .

وقد عبَّر عن هذا المعنى أهل السنة والجماعة بذكرهم لأقسام التوحيد، وقد اختلف تقسيمهم لهذه المعاني لا لاختلافهم في التوحيد نفسه، ولكن ذلك يعود إلى أمرين [2] :

أحدهما: اختلافهم في زاوية التقسيم وجهته. فمن نظر إلى التوحيد من جهة العبد قسّمه إلى عمليّ وعلمي، ومن نظر إليه من جهة الله تعالى قسّمه إلى الربوبية والألوهية والأسماء والصفات.

وهذا لا يعتبر اختلافًا معنويًا بل هو اختلاف تنوع، وليس اختلاف تضاد.

الثاني: اختلافهم في التعبير اللفظي عن المعنى الصحيح كما يعبِّر بعضهم عن التوحيد العلمي بـ: توحيد في العلم والاعتقاد، أو التوحيد في العلم والقول، أو التوحيد القولي، أو التوحيد الخبري، أو التوحيد الإعتقادي، ونحو ذلك.

وكما يُعبِّر بعضهم عن التوحيد العملي بـ: توحيد القصد والطلب، أو

(1) المفيد في مهمات التوحيد. لعبد القادر بن محمد عطا صوفي (ص: 11) .

(2) انظر: حقيقة التوحيد للسلمي (ص: 87 - 88) .

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام