فهرس الكتاب
الصفحة 36 من 207

يقول الشيخ ابن عثيمين- رحمه الله-: «فقوله: {رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا} ، هذا توحيد الربوبية، وقوله: {فَاعْبُدْهُ وَاصْطَبِرْ لِعِبَادَتِهِ} هذا توحيد الألوهية، وقوله: {هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا} هذا توحيد الأسماء والصفات أي: لا تعلم له سميّا؛ أي مساميًا يُضاهيه ويماثله - عز وجل -» [1] .

وفي بيان أقسام التوحيد يقول الإمام ابن القيم- رحمه الله-: « ... أما التوحيد الذي دعت إليه الرسل، وأنزلت به الكتب فهو (نوعان) توحيد في المعرفة والإثبات، وتوحيد في الطلب والقصد، فالأول: هو إثبات حقيقة ذات الرب تعالى وأسمائه وصفاته وأفعاله وعلوه فوق سماواته على عرشه وتكليمه لمن شاء من عباده وإثبات عموم قضائه وقدره وحكمه، وقد أفصح القرآن عن هذا النوع جد الإفصاح، كما في أول سورة الحديد وسورة طه وآخر الحشر وأول تنزيل السجدة وأول آل عمران وسورة الإخلاص بكمالها وغير ذلك، والنوع الثاني: ما تضمنته سورة {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ} ، و {قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ} الآية، وأول سورة {تَنْزِيلُ الْكِتَابِ} وآخرها. وغالب سور القرآن، بل كل سورة في القرآن فهي متضمنة لنوعي التوحيد.

بل نقول قولًا كليًا: إن كل آية في القرآن فهي متضمنة للتوحيد، شاهدة به، داعية إليه، فإن القرآن: إما خبر عن الله وأسمائه وصفاته وأفعاله فهو (التوحيد العلمي الخبري) ، وإما دعوة إلى عبادته وحده لا شريك له، وخلع كل ما يُعبد من دونه فهو (التوحيد الإرادي الطلبي) .

(1) الجواب المفيد في بيان أقسام التوحيد (ص: 9) .

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام