كفر النفاق هو النفاق الأكبر وهو «أن يظهر بلسانه الإيمان وينطوي بقلبه على التكذيب» [1] .
ويقول العلامة حافظ حكمي في تعريفه:
«هو ما كان بعدم تصديق القلب وعمله مع الانقياد ظاهرًا رئاء الناس، ككفر ابن سلول وحزبه الذين قال الله تعالى فيهم: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آَمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَمَا هُمْ بِمُؤْمِنِينَ * يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَالَّذِينَ آَمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ * فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضًا وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ} إلى قوله: {إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} [البقرة: 8 - 20 [وغيرها من الآيات» [2] .
والفرق بين هذا النوع من الكفر وبين ما قبله، أن هذا النوع الكفر فيه غير ظاهر بخلاف ما قبله ولذلك تجري على هذا النوع أحكام المسلمين في الدنيا ما لم يظهر ما في قلبه وأما في أحكام الآخرة فهو في الدرك الأسفل من النار، يقول شيخ الإسلام - رحمه الله: - «الكفر نوعان: كفر ظاهر، وكفر نفاق، فإذا تكلم في أحكام الآخرة كان حكم المنافق حكم الكفار، وأما في أحكام الدنيا فقد تجري على المنافق أحكام المسلمين» [3] .
وقال أيضًا: «فإذا أظهر المنافق من ترك الواجبات وفعل المحرمات ما يستحق عليه العقوبة عوقب على الظاهر ولا يعاقب على ما يعلم من باطنه بلا حجه
(1) مدارج السالكين (1/ 347) .
(2) أعلام السنة المنشورة (ص: 149) .
(3) مجموع الفتاوى (7/ 621) .